ولفت مصدق بور إلى أن هذا الاجتماع، بالإضافة إلى كونه اجتماعاً روتينياً، يأتي في إطار متابعة البنود المتعددة التي أُبرمت بين الجانبين، والتي يجري تنفيذها على قدم وساق. كما يؤكد الاجتماع على تفعيل البنود التي تم التوقيع عليها والارتقاء بمستوى العلاقات إلى مستويات أعلى.
ونوه مصدق بور إلى وجود تحديات تفرضها بعض القوى الداخلية في المنطقة، التي لا ترغب في قيام حالة من الوحدة أو التنسيق أو التعاون بين دول المنطقة، لأنها تسعى لخلق مساحة للتدخل في شؤونها. وأضاف: لذلك نحن نتوقع وجود هذه التحديات. لكن ما نعرفه أن هناك اليوم تطوراً كبيراً في المواقف الخليجية، خاصة بعد الاجتماع الذي عُقد تزامناً مع هذا الاجتماع في المنامة 2025، والذي أكد هو الآخر أهمية الأمن الإقليمي.
ورأى أن هناك تحولاً جذرياً في السياسة الخليجية، من مفهوم "الحماية الأمنية" إلى مفهوم "الأمن المشترك". وقد صدرت بالفعل مناشدات وقرارات موحّدة عن دول مجلس التعاون فيما يتعلق بحفظ أمن المنطقة وحلّ النزاعات، سواء في سوريا أو لبنان أو السودان أو اليمن.
شاهد أيضا.. شاهد آفاق جديدة لتعزيز وتوثيق العلاقات الشاملة بين إيران والسعودية
وبخصوص الإشادة الإيرانية بالموقفين السعودي والصيني اللذين أدانا الاعتداءات على إيران، وحول ما إذا كان ذلك يشير إلى وجود تنسيق أمني أو دفاعي غير معلن بين الدول الثلاث أو أنه يقتصر على الدعم الدبلوماسي، لفت مصدق بور إلى أنه قد يتطور إلى تعاون عسكري لحفظ أمن المنطقة. وأوضح أن هذا الأمر قد يظهر في المراحل المقبلة مع مواكبة التحولات التي قد تفرضها المتغيرات الأمنية. فكما ذكر، انتقل الجانب الخليجي اليوم من سياسة “الحماية الأمنية” إلى سياسة “الأمن الموحد”، وتستند سياساته إلى ركيزتين أساسيتين: الاقتصاد والأمن. وفيما يتعلق بالاقتصاد، فإن الأمن يُعد ضرورياً لأنه يوفر الأرضية اللازمة للاستقرار الاقتصادي.
وأشار إلى أنه من الطبيعي أن يكون هناك تعاون، خاصة في المجال الأمني، إذ إن أمن المنطقة – وفق البيانات الخليجية – أمن لا يتجزأ. كما أن هناك دولاً أخرى مؤثرة في أمن المنطقة، ومنها إيران والعراق، مما يجعل استمرار الاستقرار الأمني يتطلب تنسيقاً وتعاوناً بين هذه الدول. وهذا ما نشهده اليوم عملياً من خلال وجود قرار حقيقي بدأنا نلمسه من الجانب الخليجي أيضاً، سواء في إدانته للعدوان الإسرائيلي أو في مطالبته بحلول سلمية للأزمات التي تعصف بالمنطقة، بما لا يترك مجالاً للقوى الخارجية للتربص أو التدخل في شؤونها.
وختم مصدق بور بقوله: "هناك تحوّل إيجابي كبير يتماشى مع التوجهات والسياسات الإيرانية، ونحن متفائلون بهذا التطور. وهذا الاجتماع، كونه الاجتماع الثالث، ستتبعه بالتأكيد اجتماعات لاحقة".
التفاصيل في الفيديو المرفق ...